تحاور إخوان لنا في الثقافة والصحافة عندما سأل واحد منهم الحاضرين عن رأيهم في الصحيفة المحلية التي يمكن أن تطلق عليها صفة الصحيفة الأولى في الوطن، فأخذ كل واحد منهم يسمى صحيفة معينة.. يعتبرها من وجهة نظره الصحيفة المحلية التي تحمل الرقم الأول توزيعاً ومكانة بين القراء مدللاً على رأيه بما لديه من أرقام ومعلومات تشمل أرقام التوزيع وكثافة الإعلان وحجم الأرباح وعدد العاملين والمراسلين في الصحيفة التي يرى أنها الأولى في الوطن، فكان من نتائج الحوار أن الحاضرين قد سموا ثلاث صحف على الأقل يعتبر كل فريق أن واحدة منها هي الصحيفة التي تستحق اللقب ولم يحصل اتفاق على تسمية صحيفة معينة مما يدل على أن المقاييس المطروحة خلال الحوار والتي بني عليها تحديد اسم الصحيفة الأولى في الوطن هي مقاييس جيدة ولكنها تحتاج إلى مقاييس إضافية أكثر قدرة على تحديد اسم الصحيفة الأولى في الوطن بلا منازع سواء كان ذلك الارتقاء دائماً أو طويل الأمد أو مؤقتاً، لأن دوام الحال من المحال، فقد تصعد صحيفة ما وتتبوأ المركز الأول حيناً من الدهر ثم تتراجع بعد فترة فتلحق بها وتسبقها صحيفة أخرى وهكذا دواليك!
وأرى أن من أهم المقاييس التي يمكن أن نعرف بها اسم الصحيفة المحلية التي تستحق لقب الصحيفة الأولى في الوطن، هو المقياس المرتكز على مدى قدرة صحيفة ما على أن تكون الأولى في المنطقة التي تصدر فيها ثم تستطيع بعد ذلك أن تكون الثانية ترتيباً في التوزيع في بقية المناطق التي يوجد فيها صحف أخرى، فإذا افترضنا أن الصحيفة «س» تصدر في منطقة من مناطق المملكة وفي المنطقة نفسها صحف أخرى ثم تبوأت الصحيفة «س» الصدارة من المنطقة نفسها فإنها في هذه الحالة تعتبر الأولى في المنطقة ولكنها قد تكون الثالثة أو الرابعة على مستوى الوطن، أما إذا حققت الصحيفة «س» المركز الأول في منطقتها ثم استطاعت أن تشارك الصحف الصادرة في المناطق الأخرى في قرائها ولو بجذب عدد محدود منهم نحوها فاستطاعت بذلك أن تصبح الصحيفة الثانية في غير منطقتها في جميع أو في معظم المناطق فإنها تستحق عندها حمل لقب الصحيفة الأولى في الوطن، ذلك أنه نظراً لسعة مساحة المملكة وترامي أطرافها فإن أياً من صحفها لم تستطع في أي يوم من الأيام أن تصبح الصحيفة الأولى في جميع المناطق لتعدد مناطق الصدور ولما سبق ذكره من أسباب، وهذه هي إحدى خصوصيات الصحافة المحلية، أما في دول أخرى مثل مصر فإنه يمكن أن نقول إن صحيفة الأهرام على سبيل المثال هي الصحيفة الأولى في جميع مدن ومحافظات الجمهورية المصرية وقد ينطبق المثال السابق على دول عربية أخرى.
فإذا وصلنا إلى هذا التصور فإن بإمكان أي باحث صحفي أو باحث عن الحقيقة سؤال «الوطنية للتوزيع» عن الصحيفة الأولى في كل منطقة وعن الصحيفة التي تنازعها السيادة وجذب القراء من الصحف الصادرة من منطقة أخرى فإذا عرف الباحث اسم تلك الصحيفة أمكنه إطلاق صفة الصحيفة الأولى في الوطن على تلك الصحيفة، ولكن «الوطنية» لا تعطي أرقام التوزيع لأحد لأنها تعتبرها من الأسرار المهنية، ولكنني أعرف اسم الصحيفة الأولى في منطقتها وهي حالياً الأولى بلا منازع على مستوى الوطن لأنها استطاعت منازعة الصحف الأخرى في مناطقها.. فهل تعرفون أنتم اسم هذه الصحيفة؟!