المستديرة الساحرة

فلسطين أيتها الساحره المستديره............

الكورة دائما ما تلقب – بالساحرة المستديرة – نظرا لتقلباتها ونتائجها الغير متوقعة فهي مجنونة دائما ونتائجها غير متوقعة ولذلك نطلق عليها لقب الساحرة المستديرة .
ومنذ أكثر من خمسين سنة ونحن لازلنا نتعامل مع فلسطين الحبيبة على أنها – كورة قدم – نضربها بأرجلنا أحيانا ويتحكم فيها –الكوتش الصهيوني – أحيانا ولا نجد لها فريق يدافع عنها أحيانا كثيرة .. إنها الساحرة المستديرة .
نتغنى كلنا بفلسطين والقدس .. ونشجب وندين ولا نتعلم كيف نتعامل مع فلسطين وبالتالي لا نعرف كيف نتعامل مع الساحرة المستديرة .. الأن وكأنني أرى مباراة في كرة القدم داخل فلسطين .. الكل فيها خسران .. فلسطين وأهلها وجميع العرب .. مباراة ليس فيها فائز لأول مرة في التاريخ لأنها تلعب على شرف – مدينة الصلاة – فلسطين التي نتغنى بها دائما ونتمنى أن نلمس ترابها أصبحت كرة قدم .. يتلاعب بها فريقين كلاهما خسران ... ويشاهد المباراة جمهور – عربي – خسران منذ أمد بعيد ولم يتعلم حتى الأن كيف يفوز لا في الكورة ولا في غيرها ... ويدير المباراة من مقاعد المدير الفني – كوتش صهيوني – يدير المباراة بذكاء وحنكة ونحن نلعب – بغباء وصبيانية .
نحن نخلع أعلام بلادنا لكي نضع مكانها أعلام أخرى لا يهم ماذا تكون هذه الأعلام هل هي أعلام فريقنا – بلدنا – أعدائنا .. المهم أن نزيل علم ونضع علم !
صيحات الإنتصار التي خرجت من الحناجر بعد المباراة الفلسطينية أثبتت بما لا يدع مجال للشك أننا نستحق أكثر من ذلك كثيرا .. نستحق أن نتلقى الطعنات تلو الطعنات .. ونستحق أن نتلقى الصفعات على وجوهنا جميعا لأننا للأسف الشديد – جمهور يشاهد مباراة – لا يشجع فيها أحد وإن شجع فهو يشجع المدير الفني الذي هو العدو الأول للفريقين !
عندما يحرز لاعبي كرة القدم هدف في مرمى الخصوم يسجد لله شاكرا .. ويا للعجب فعندما نطلق الرصاص على أنفسنا وعندما أقتل أخي أصبحت الأن أسجد لله شكرا .. وهذه من سخريات الزمن الذي نعيش فيه .
فلسطين .. أيتها الساحرة .. عذرا لكي .. عذرا لك أيها المسيح الذي خطت قدمه على هذه الأراضي محتملا ما لا يتحمله أحد من أجل الحق .
عذرا لك يا محمد يا أبن عبد الله .. يا من عرج من هذه الأرض إلى السماء لكي يثبت لنا ويعلن لنا مدى قدسية المكان .
عذرا لكم جميعا أيها الأنبياء الذين لمست أقدامهم هذه الأرض المقدسة .. عذرا لكم جميعا .. فقد حولنا فلسطين .. إلى كرة قدم .. نلعبها بالأقدام .. ويا ليتنا نواجه الغرباء .. بل نحن نلعب مباراة خاسرة لا محالة .. نحن أدمنا الخسارة .. فأصبحنا نخسر كل شئ حتى أنفسنا !
فلسطين .. عذرا لكي .. شبهناكي بالكرة .. ولكنه زمن أصبحت فيه كل القيم والمبادئ والأخلاق مجرد – كورة – نقذفها بأرجلنا ونتشنج عليها ونتعارك عليها .. وفي النهاية لا وجود لنا أو لها على خارطة .. الكورة العالمية !!!

مشكووووووووووووووور