يقترب عيد الام وهو فى الواحد والعشرين من شهر مارس وتأتينى الذكريات فكم من السنين قد مرت على وفاة ست الحبايب , اتذكر تلك الايام التى كنا انا واخواتى نحتفل بعيد الام معا ونبداء نحضر لة كى نستطيع ان نسعد امنا ولو لبضعة دقائق وهى التى استحملتنا اعوام واعوام ومهما كنا نحضر من هدايا فانها لاتساوى اى شىء مما فعلتة لنا امنا الحبيبة رحمة الله عليها واننى رغم الشيب الذى غزى شعرى والسنين التى جرت بى الا اننى حتى اللحظة احس بفقد امى واحس باليتم حقيقى فهى كانت معاونى وملهمتى وخيالى وحياتى وخطوات نجاحى فهى امى التى ابكيها ليل نهار ولا استطيع ان يغافلنى الزمن وانسى اروع شىء فى حياتى وهى امى , رحماكى يامى ياحبيبتى رحماكى ياسفينة النجاة وربان الزمن رحماكى كم اشتاق اليكى كم تحاملتى دلالى وكم لبيتى ندائى وكم علمتينى كيف الحياة وكيف اكتب ويف اقراء , افتقدت يامى ولكن هانت فالسنين تجرى وسوف اللحق بكى كى نلتقى , انى اتذكر عندما كنت طفل صغير سألت ابى وامى سؤال وهو هل من الممكن ان ياتى اليوم ويفرقنا الزمان فكان ابى يضحك وامى وتقول لى امى هذة سنة الحياة وتقول لى اين امها واين ابوها وتذكرنى بان والدها وهو جدى كان قبطان سفينة كبير بهيئة قناة السويس الملاحية وعندما كانت امى صغيرة كيف كان يضع العوامة الخاصة بالسباحة وتكون بها حبل طويل حيث يقذف بها للمياة وهو ممسك بالحبل وتقص على القصص الجميلة عن حياتها وعن حكايات اخرى وكانت لى صديقة وام وعندما كبرت اصبحت ملهمتى فى الحياة واتذكر اثناء دراستى الجامعية عندما كانت تحضر الى وتجلس معى طيلة ايام الامتحانات تاركة راحتها بمنزلنا فى مدينتا وهكذا الايام مرت والسنين جرت وها انا الان أسأل نفسى سؤال يحيرنى وهو رغم وجودى بجوار امى الا اننى لم افيدها عندما بداءت اعراض المرض يظهر عليها ورغم اننا جرينا كثيرا على الاطباء الا ان القدر كان قد صمم على ان يضع النهاية وما يحزننى ان وفاة امى حدثت وانا خارج ربوع الوطن ولم احضر حتى لوداعها لتعذر وصولى وصدقونى اننى حتى اللحظة كلما ذهبت الى منزل اسرتنا ادخل غرفة والدتى وكأننى سوف اجدها على سريرها واجد نفسى قد ارتميت على فراشها وكأنها تحتضنى كما كانت بالسابق , يازمن لماذا تحرمنا من ابوينا واحبائنا وكأنك تتلذذ بعذابنا ودموعنا , ان عيد الام فى طريقة الى ولكن اين الام ؟ واين العيد؟ فلقد فقدناكى ياحبيبتى واشتقنا اليكى ومهما طال الزمن ومهما كبرت فلاشىء يعوضنى عنكى ان قلبى قد مرض وان عقلى قد مات بفراق اعز الاحباب فلا تسوى كنوز الدنيا لمسة عطف وحنان من الام فهى دائما ام الاعطاء وام الحنان ومهما كانت الزوجة حنونة وعطوفة فهى لاتعوضنى حنان امى وعطفها على فعلاقتى بامى تفوق كل خيال ولايستطيع اى قلم ان يوصفها ولا شاعر ان يتغزل فيها فهى جنة الله على الارض وروض من رياض الجنة التى نسمع عنها ويكفى ان كل عام ياتى هذا العيد كى يجرح قلبى ويحسسنى باننى يتيم نعم , ابكيكى يا جمل زهرة فى الوجود ابكيكى حتى لو نزلت دموعى بحور فلا تشفع فراقك حافظوا على امهاتكم ولاتتركوهن ثانية وتشبعوا من حنان امهاتكم وتشبعوا بحبها ونفذوا لها طلباتها وعاملوها برحمة واسعدوها وقدموا لها كل فروض الطاعة والولاء حتى لايأتى يوم وتذهب عنكم وتبكونها كما ابكى امى وداعها اضنانى وفراقها اشقانى وليت كنت ذهبت قبلها كى لا احس فراقها ,لك قلبى وعقلى فهما ما استطيع ان اهديهم اليكى الان وذكراكى لن تضيع منى حتى لو كنت على فراش الموت فدائما اتذكرك واتذكر حبك وحنانك . الى كل امهات الدنيا اقول كل عام وانتن بخير وكل عام وانتن بصحة وسعادة وكل عام وانتن الفرح والطرح والسعادة لابنائكم واسركم